معركة المسلخة

معركة المسلخة

كثيرةٌ هي الأحداث والوقائع التي مرّت على نشوبها عقودٌ من الزمن دون أن يتسنى للأجيال اللاحقة الوقوف عندها؛ بعد أن بقيت تفاصيلها دفينةً في ذاكرة الشيوخ والمُعمّرين ممن عاصروا تلك الحقب ولم تجد أحداً ليوثّقها؛

فضاع ما ضاع من أسرار وحكايات؛ أما القليل منها فقد دوّنها قلة من المؤرخين ومع ذلك لا تزال مجهولة الهوية عند البعض، ومن أبرز تلك الأحداث معركة "المسلخة" التي دارت أحداثها في ريف "البوكمال" بين المقاومين من

عشائر"العقيدات" ووحدات من الجيش الفرنسي قبل نحو سبعة عقودٍ من الزمن، حيث اختلف على روايتها وأسباب نشوبها كثيرٌ من رجال العشائر حتى يومنا هذا.

نحاول العودة بأحداث هذه المعركة إلى لحظة حدوثها من خلال لقاءاتٍ حيّة ومراجع تاريخية مختلفة، فكانت البداية مع الشيخ "كمال الجراح" شيخ عشيرة "الدميم"

الذي تحدّث قائلاً: «أثناء تواجد القوات الفرنسية في منطقة "البوكمال" عام /1941/م كان هناك تواصل خفي بين الثائر "فوزي القاوقجي" و"فتيخان أبو ريشة" وبين

"كسار الجراح" وشقيقه الأصغر "فارس" وكانت القيادة الفرنسية على علم بهذا التواصل السري لكنها لم تكن متأكدة من شكوكها لإدانتهم؛ لذلك اختلقت فكرة

تسيير جنودها إلى القرى المحاذية لنهر "الفرات" لجباية الضرائب، بعد انطلاق تلك القوة من منطقة "البوكمال" متجهة إلى قرية "الجلاء" مكان مكوث "كسار"

و"فارس" شعر القرويون بمكيدةٍ تُحاك ضدهم فأخبروا على الفور رجال العشيرة بالابتعاد والتخفي بين حقول القرية لمراقبة ما يجري عن بُعد، وبعد دخول الجنود

إلى القرية داهموا بيوتها لكنهم لم يجدوا أحداً إلا النساء والأطفال، وأثناء ذلك حاول أحد الجنود لمس حَلَق من ذَهَبْ كانت زوجة الشيخ "كسار" تضعه في أذنيها

وقتها استغاثت برجال العشيرة المُختبئين بالقرب من البيوت، وعند سماعهم نداء الاستغاثة بدؤوا بإطلاق النار على الدخلاء؛ وعلى أثرها وقعت معركة حامية بين

الطرفين استمرت أكثر من /12/ ساعة وانتهت بهزيمة الكتيبة الفرنسية وقتها أمر "فارس الجراح" بتجريد الجنود من لباسهم وإلقاء جثثهم في نهر "الفرات"

طعاماً\\ للأسماك وقد سميت تلك المعركة بمعركة "المسلّخة"».





الشيخ "كمال الجراح" شيخ عشيرة "الدميم"

وتم الإشارة في كتاب بعنوان (مدينة البوكمال) للمؤلف "حميد سيد رمضان" إلى هذه المعركة حيث جاء في الصفحة /129/ ما يلي: «..يُقال إن أحد الجنود

المشاركين في تلك المعركة اختبأ داخل حصير كان ملفوفاً بأحد زوايا الغرف ولم ينجُ من القتل وألقي بالنهر مع رفاقه، وأقام الفرنسيون نصباً لقتلاهم بقرية "المسلّخة" بعد مغادرتهم لها».


بدوره تحدّث الحاج "صالح الفهد" البالغ من العمر /90/ عاماً من أبناء بلدة "الصالحية" وأحد شهود العيان على تلك المعركة عندما كان في ريعان شبابه؛ قائلاً:

«كان عمري /24/ سنة عندما قامت قوةٌ فرنسية قادمة من منطقة "البوكمال" بمحاصرة قرية "الجلاء" بعد رفض أهلها دفع الضرائب المترتبة عليهم، يومها اجتمع

كبار القرية واتفقوا على حمل السلاح لمساندة إخوانهم، ونتيجة ذلك وقعت معركة ضارية بين الطرفين وانتهت بانتصار الأهالي، وقتها كان رجال القرية يقومون

بتجريد القتلى الفرنسيين من لباسهم بالكامل ثم يلقون بجثثهم في نهر "الفرات" وهم عراة بعدما استولى القرويون على لباسهم وأحذيتهم واعتبروها غنائم حرب».

ويعود الشيخ "كمال" ليتابع حديثه: «بعدما عَلِمت القيادة الفرنسية في "البوكمال" بخبر هزيمة الجنود في "المسلّخة"؛ قامت على الفور باعتقال "كسار الجراح" وشقيق"فارس" بتهمة العصيان المسلح، ونتيجة ذلك الشيخ "فارس الجراح" أحد أبطال معركة "المسلخة"






الشيخ "فارس الجراح" أحد أبطال معركة "المسلخة"

زحفت العشائر إلى الثكنة العسكرية في "البوكمال" وطوّقتها طالبةً إطلاق سراح شيخهم؛ حينئذٍ قام ضابط الاستخبارات

ويدعى "سوبيربييل" بإقناع "فارس" لتهدئة رجال العشائر بعد أن قطع وعداً بإطلاق سراح "كسار" لاحقاً، وبالفعل استطاع "فارس" امتصاص غضب الأهالي

ووعدهم بأن "كسار" سوف يُطلق سراحه، وأثناء وجود "فارس" مع طابور المحتشدين كان الضابط قد فعل فعلته وقتل "كسار" بدمٍ بارد».

وقد ذكر المؤلف "حميد سيد رمضان" في نفس الكتاب تفاصيل قتل "كسار" فيقول: «..عندما تفرّق المتظاهرون تم قتل "كسار" ويٌقال أن المسدس استعصى

مرتين فألقاه الضابط الفرنسي "سوبيربييل" على الأرض وأخذ بندقية أحد الحرس وأطلق عليه النار فأرداه قتيلاًَ».

ويقول الباحث "أسعد الفارس" في الصفحة /123/ من كتابه (شعبٌ ومدينة على الفرات الأوسط): «..حُمِلت جثة الشهيد "كسار" سراً إلى "دير الزور" وهرب

الضابط "سوبيربييل" وفيما بعد أُعيدت جثته من جديد إلى "البوكمال" وسجل الفرنسيون وقتها سابقةً لا مثيل لها من الإخلاف بالوعد والغدر والجبن».

ويتابع الشيخ "كمال الجراح" ما تبقى من حكاية قتل "كسار" قائلاً: «بعد قتل "كسار" نُقل جثمانه إلى "دير الزور" بسيارة الضابط "سوبيربييل" حيث وُضعت على

كرسي سيارته من الخلف ووضع على رأسه غطاءه وعقاله بعد أن أسنده جنديين من اليمين واليسار ليوهم للجموع المحتشدة بأنه لا يزال حياً حيث مرّت

النصب التذكاري لقتلى الفرنسيين

السيارة من بين الجميع دون أن يدري احد بأنه مقتول؛ وهناك من يقول بأنه تم وضع سيكارة بفمه حتى لا يشكّ أحدٌ بالأمر؛ وبالفعل

انطلت الحيلة على الكل».




النصب التذكاري لقتلى الفرنسيين

وذكر الباحث "مازن الشاهين" في كتابه (تاريخ محافظة دير الزور) أسماء عدد من شهداء معركة "المسلّخة" حيث جاء في الصفحة /206/ ما يلي: «..من شهداء

المعركة: "حامد التركي؛ عبيد المحمد الحسين؛ محيميد عبيد الهزاع؛ هلال الكحيص؛ ومزعل العون" ومن الجرحى: "حمد الفارس الصياح؛ خليفة العبد؛ وسودة النجم"».

تحياتي أحترامي

__ أبو صباح __

برعاية : ... { مضايف بلدة الغبره } ...

المصدر: منتديات مضايف بلدة الغبره

---

luv;m hglsgom

أولاً و الله و نعم منك و من الدميم

يا أبو صباح لا أعرف كيف أشكرك على طرح هذا الموضوع

لانه تراث وفيه أسماء أبطال يجب أن لا تندثر بارك الله فيك

بصراحه يعجز اللسان عن شكرك تسلم يمناك

تقبل مروري تستاهل التقييم أبو صباح

ما عليك زود

أخي سعود لا هنت عالطله حياك الله

أشكرك و هذا من ذوقك أخي الفاضل

أشكر مرورك العطر

تحياتي أحترامي

أبو صباح

اشكرك ابو صباح علي هل الطرح القيم لك مني كل الحب والتقدير


واضافه لمعلوماتك البطله سودة النجم استشهدة بهذ المعركه


مهاجرالجروابوجراح

أشكر مرورك الي أنرت فيه متصفحي

لا عدمنا مرورك العطر حياك الله

تحياتي أحترامي

أبو صباح

اشكر موضوعك الجميل اخي مساعد


أعدت لنا الماضي الاليم


احترامي

و أنا أشكر مرورك الكريم أخي الفاضل

نورت الموضوع لا عدمنا مرورك

تحياتي أحترامي

أبو صباح

اخوي ابو صباح

لك كل الشكر على المعلوات الكبيره عن تاريخناا البطولي

تقبل ازكى التحياااااااا

جرحك حلو كما أٍسعدني مرورك وردك الي يشرح الصدر

لا عدمنا مرورك حياك الله و تسلم على هالطله

يسلمراسك تحياتي أحترامي

أبو صباح

مشكوووور كل الشكر

اخ ابو صباح

كما عوتنا في فنك وابداعك

تسلم يمناك والله لا يحرمنا منك

عساك على القوة

أبـــو ســـلــــوى