الموضوع: هموم مغترب
عرض مشاركة واحدة
قديم 4th March 2010   #1
استضافة الملف بواسطة مركز الملفات - مجموعة ترايدنت العربية


الصورة الرمزية ابو حاتم
ابو حاتم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Mar 2010
 أخر زيارة : 22nd March 2012 (02:51 AM)
 المشاركات : 194 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
0
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي هموم مغترب




عندما تأخذنا الغربة بعيدا عن بلادنا وأهالينا وتجبرنا على حياة جديدة في بلاد ومدن غريبة ربما لا يخطر على بالنا زيارتها في يوم من الأيام , ولكن البحث عن لقمة العيش أوجد في داخلنا التضحية وجعلنا نستسلم للأمر الواقع أملا في حياة أفضل وفي تحسين وضعنا المادي الصعب إلى الأحسن , إن المغترب يعيش أغلب حياته مكتظا بالهموم بعد أن تواجد بجسده فقط أما عقله فقد تركه مع أحبابه وأهله وأسرته وكثيرا ما يأخذنا الحنين إلى العودة إلى بلادنا كل آن وآخر كلما كانت الغربة قاسية علينا وعلى حياتنا حتى إذا لم نحقق شيئا من أحلامنا أو آمالنا التي هي أساس وجودنا في الغربة, وكثيرا ما ننسى ونتناسى الأحلام التي كانت تراودنا ليلا نهارا بالسفر أو الهجرة من شبح البطالة والفقر الذي كان العقبة الوحيدة أمام تحقيق رغباتنا وأهدافنا , كل هذه الفوارق والمعاناة التي نعيشها ويعيشها الكثير من شبابنا الباحثين عن فرصة حقيقية لإثبات وجودهم خارج أوطانهم بعد فشلهم في الداخل , إلا إن من لحظة حصولهم على تأشيرة وتذكرة السفر وحينما يأتي موعد وداع الأهل والأصدقاء يعلم معنى الفراق ويدرك جيدا أن ثمن الغربة سيكون أكبر بكثير مما سيحصل عليه منها متزامن مع إحساس عميق يكاد أن يمزق قلبه وقلوب مودعيه خاصة إذا كان بين مودعيه زوجته وأبناءه , إن هذا الموقف الصعب يعرفه ويحس به كل من تعايش معه ومر عليه,
فعندما تبدأ رحلة المغترب مع الغربة يعلم الفرق الكبير بين حياته في الغربة وما كان عليه في بلده ووسط أهله , فعلى الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر على الكثير من شبابنا وإحساسهم بالعجز وقل الحيلة وهم في قمة حيويتهم وصحتهم وهم يحملون المؤهلات التي قد تمكنهم من المعيشة في حياة كريمة داخل بلادهم إلا أن عدم حصولهم على فرصة عمل مناسبة جعل أحلامهم تذهب مع الرياح , إن معاناة المغترب أكبر بكثير مما يتصور أي إنسان لم يخوض هذه التجربة المريرة حتى الذين يصطحبون زوجاتهم وأبنائهم لا يسلمون من هذه المعاناة التي قد تجعل البعض منهم في صراع مستمر مع البحث عن الراحة والأمن والآمان الذي أفتقده في بلده وهو مع أسرته وأصدقاءه , فالمغترب العازب يمر بظروف صعبة في بداية غربته وربما تستمر صعوبة معيشته في الغربة حينما يتذكر الراحة التي كان فيها قبل سفره فكل شيئ كان متوفرا ومتاحا له من تحضير طعامه وتجهيز ملابسه ونظافة غرفته وأغلب طلباته مستجابة وأوامره تلبي في الحال!! طالما يجد من يخدمه و يرعاه من أفراد أسرته إن كانت أمه أو أخته أو زوجته, أما الآن فهو يتحمل مسؤولية نفسه فلا ينتظر من يسأل عنه أو يساعده كما كان يفعل أهله معه , فالوحدة المصاحبة بالروتين اليومي هي حياة الكثير من المغتربين , ومن المشكلات التي قد تواجه بعض المغتربين في حياتهم هي كيفية التعود على الغربة والتأقلم مع الحياة الجديدة التي فرضت عليه من مأكل وملبس بالإضافة إلى يتعامل مع مع أهل هذه البلاد ومن يعمل ويعيش معهم , أشياء كثيرة قد يفاجأ بها المغترب منذ لحظة سفره وقد تكون بعيدة عن حساباته تماما, حينما يواجه مناخ مختلف عن مناخ بلده من حيث درجات الحرارة المتفاوتة التي قد يجد صعوبة التأقلم معها في بداية رحلته فضلا عن أغلب رواتب المغتربين خاصة العمالة العادية لا تتحمل مصروفات المطاعم ولا المغاسل الالكترونية والذهاب إليهم كل آن وآخر, ليضطر أغلبهم إلى توفير مستلزماتهم الضرورية بأنفسهم من غسيل وطبخ حتى يتمكن من توفير جزء أكبر من راتبه, ومع ذلك تبدو مشاكل المأكل والملبس والسكن التي تواجه بعض المغتربين في بداية غربتهم بسيطة ومن الممكن التغلب عليها والتعايش معها مع مرور الوقت , ولكن تظل المشكلات التي تواجه المغتربين مع أصحاب العمل ورؤسائهم في العمل هي العائق الأكبر أمام البعض منهم والتي قد يتوقف عليها الخروج منها بسلام أو تعثرها وتعقيدها مدى الاستمرار والنجاح في الغربة من عدمه.



il,l lyjvf



 

رد مع اقتباس