بسم الله
والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نهر الفرات هو واحد من اكبر الانهار في العالم ويبلغ طوله حوال2300 كم ينبع معظم مياهه من الاراضي التركية
يجري نهر الفرات في الاراضي التركية بطول 420 كم والاراضي السورية 680 كم بينما يبلغ طوله في العراق 1200 كم
يشغل نهر الفرات مكانة كبيرة لدى اتباع الديانة اليهودية والنصرانية
فقد ورد ذكره في الكتب المقدسة لدى اليهود والنصارى
وقد ذكر الفرات في عدد من الاحاديث النبوية الشريف ومنها الحديث الخاص بعلامات الساعة والذي ورد في صحيح مسلم


- حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب، - يعني ابن عبد الرحمن القاري - عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو ‏"‏ ‏.‏

وعلى الرغم من ان الفرات يمر في كل من تركيا وسوريا والعراق فقد تكون لدي انطباع ( والله تعالى اعلى واعلم ) ان المقصود في الحديث هو الجزء الواقع في العراق وبالتحديد في المنطقة الواقعة الى الجنوب الغربي من بغداد والمعروفه في التاريخ الاسلامي بالكوفة وبالتاريخ القديم بابل
واستند في ذلك الى اسباب تاريخية وجغرافية
فأما التاريخية فهي :
1- ان هذه المنطقة شهدت ولادة اول حضارة انسانية مسجلة تاريخيا لما عرفته من خصوبة الارض و وفرة المياه
2- شهدت هذه المنطقة قيام اول تجمع انساني افضى الى قيام دولة بأسم دولة بابل والتي ( ذكرت في القران الكريم) وكانت الارض التي انطلق منها السبي البابلي الاول والثاني لليهود والذي اصبح سببا لزوالها فيما بعد بفضل التعاون بين الفرس واليهود
3- اندثار معضم اثار هذه الحضارة وضياع معالمها وكنوزها رغم عمرها الطويل والتقدم العلمي الذي شهدته في ذلك الحين علما انها لم تتأثر بكوارث طبيعية او بيئية تساعد على ذلك
واما جغرافيا :
1- يجري نهر الفرات في هذه المنطقة في وادي غير عميق ( ويختلف عن وادي نهر دجلةالمعروف بعمقه واقامة السدود الترابية على جانبيه على طول مسافة جريانه في العراق )
وهذا سبب كثرة تغييره لمجراه خلال الحقب التاريخية
2- كثرة الانهر التي تتشعب منه مما يؤدي الى ضياع مياهه وتشتتها

ومن المميزات الاخرى للنهر في هذه المنطقة انه يعد فاصلا طبيعيا وحدودا للسهل الرسوبي الخصب في ارض العراق وبين الصحراء العربية التي تمتد حتى السهل الاخضر على ضفاف نهر النيل ومن المعروف الاهمية التي تشكلها هذه المنطقة لليهود فهم يعتبروها حدود دولتهم المزعومة ومن الغريب ان تنشأ الحضارة البابلية على الضفة الشرقية للنهر بينما كانت الضفة الغربية لنهر النيل مكانا لنشأة الحضارة المصرية القديمة
وقد شهدت الثلاث عقود الماضية انخفاض شديد في منسوب المياه في هذا النهر والسبب في ذلك كثرة اقامة السدود فقد اقامت تركيا 22 سدا ومعضم هذه السدود شيدت في السبعينات من القرن العشرين ولا يخفى على احد ان هذه الفترة تعد من اسوء الفترات التي مرت بالاقتصاد التركي وكان معضم التمويل لهذه المشاريع الضخمة يأتي من الدولة العبرية اضافة الى اقامت 5 سدود في سوريا و7 في العراق فضلا عن القناة التي توصل مياه النهر الى نهر دجلة ومنها الى بحيرة الثرثار الضخمة في شمال شرق بغداد
ومن الاشياء التي اثارت انتباهي بحيرة الرزازة الواقعة الى الغرب من مجرى النهر والتي تعد المجرى الاصلي له خلال فترات تاريخية قديمة تحول عنها بسبب التغيرات الجيلوجية وهي بحيرة مالحة تدخل لها المياه من احد فروع النهر وتغذيها مياه الوديان المنسابة من الهضبة الغربية اضافة الى عدد من العيون الكبريتية فضلا عن وجود عين معدنية في قاعها
ومن خلال تتبعي لمجرى النهر بواسطة برنامج Google Earth لاحظت الانخفاض الواضح في مستوى المياه في هذه البحيرة حيث انخفضت فيها المياه ما يقارب 20 مترا حسب مصادر في وزارة الري بسبب التدمير الذي اصاب مشاريع الري في المنطقة وظهور جزر ملحية واضحة بشكل كبير وسط البحيرة


م/ن

kiv hgtvhj ,[fg hg`if