منتديات مضايف بلدة الغبره

رَأَيْتُهَا تَرْكُض وَتِلْهَث خَلْفِه
وَتُنَادِيْه بِصَوْت دَافِي
عَد الَي ارْجُوُك ....!عَد....!!
وَظَلَّت تُنَادِيْه حَتَّى افَل عَنْهَا ..!

لَم يَهْتَم ابَدَا بِهَا سِوَى انَهَا الْطِفْلَه الْمُدَلَّلـه
لأهلها
فَحَقُّهَا الْدَّلَّال فَقَط كَمَا ظَن !!
وَلَم يَكْتَرِث بِمَشَاعِرِهَا الْطَّرِيَّه ..
انَهَا تَعَلَّقْت بِه وَلاتَسْتُغْنِي عَنْه ابَدَا !

وَوَقْت رَحِيْلِه لَم يُكَلِّف نَفْسَه
ان يَلْتَفْت خَلْفِه لِيَرَاهَا بَاكِيَه ..وَهِي تُلْحِق بِه
حَتَّى غَرَبَت الْشَّمْس
وَغَرَّب هُو مَع نُوْرُهَا فِي دُنْيَا جَدِيْدَه
لَاتَعْرِف هِي مَغْزَاهَا وَلَا الَى ايْن وَجَّهْتَه !

ظَلَّت تَرْقُبُه كُل صَبَاح مِن خِلَال شُرْفَتِهَا
مَتَى سَيَعُوْد !!..؟
وَظِل الْحُلُم الْاوِحُد يَحْتَوِي اضِلْعَهَا الْنُحُيُلُه ..
مَرَّت الْسِّنِيْن
وَهِي تَرْتَشِف قَهْوَتِهَا الُمُرْه قُرْب تِلْك الْنَّافِذَه
تَأَمَّل ان تَرَى قُدُوْمِه
لَعَلَّه يَحِن الَيْهَا كَمَا هِي تَشْتَاق الَيْه

وَذَات صَبَاح
لَمَحْت شَخْصَا تَعْرِفُه وَتَجْهَلُه ايْضا
هَل يَكُوْن هُو ؟

رَبّاه بِالتَّأْكِيْد هَذَا هُو!!

لَقَد عااااد لَقَد حَن الَى مَن كَانَت طِفْلَتِه ذَات يَوْم

فَلَم تَعُد الان طِفْلَه
وَكَانَت تَمَنِّي نَفْسَهَا
انَّه سَيَرَاهَا اجَمَل الْنِّسَاء وَيَطِيْر قَلْبَه فَرِحَا بِهَا

تَجَمَّلَت وَلَبِسَت اجَمَل المَلَابِس
لَعَلَّه يَرَاهَا لَو خِلْسَه
لِتُعْطِيَه رِسَالَه مِشْفَرُه ان يَتَعَلَّق بِهَا
فَلَا يَرْحَل مَرَّه اخْرَى الَا بِهَا

رَكَضَت الَيْه مُسْرِعَه وَتَوَقَّفَت ...!
فَلَم يَكُن وَحْدَه الْقَادِم ..!!#

وَكَانَت بِرِفْقَتِه امْرَأَه لَرُبَّمَا كَانَت اخْتِه!!
وَلَكِن لَيْس لَه اخَوَات !!
مَن تَكُوْن تِلْك !

قَال لِأُمِّهَا اعْرِفُك يَاخَالَّتِي بِزَوْجَتِي فَقَد تَزَوَّجْنَا

وَنَحْن بِالْخَارِج وَاعْذُرِيْنِي لَم اخْبِرْك بِذَلِك فَقَد كَان الْزَّوَاج سَرِيْعَا
لِظُرُوف دِرَاسَتِنَا

لَم اتَّخَيُّل ابَدَا انَّه لَيْس لِي!!!
هَكَذَا قَالَت...

وَبَكَت وَسَقَطَت مَغْشِيا عَلَيْهَا
كَانَت تُتَمْتِم بِأَسْمِه
حَتَّى فَاقَت وَامَّهَا تَرْقُبُهْا وَتَبْكِي

يَابِنْتِي
لَيْس كُل مْانَتَمْنَاه نَأْخُذُه
وَقَاطَعَت امَّهَا انَّه لِي وَحْدِي
هُو اخِي وَابَي وَارَى بِه زَوْجا لِي

فَلَمَّا كَان ذَاك الْدَّلَّال وَلِمَاذَا كُنْت الْطِفْلَه الْمُمَّيَّزَه لَّدُنْه !!
امّاه...
هَل انَا بِحُلْم !اكَاد لَا اصَدِق انَّه لِغَيْرِي..؟؟

قَرَأْت عَلَيْهَا امَّهَا الْمُعَوِّذَات حَتَّى غَطَّت بِنَوْم عَمِيْق
كَاد الْنَّوْم ان يَخْنُقُهَا لَكَثَرِه الْعَبَرَات الَّتِي تَشْهَق بِهَا
مَرَّت الْايّام وَهِي تُرَافِق الْدُّمُوْع وَالَتَنَاهِيد
لَعَلَّه يُخْتَلَف مَع زَوْجَتِه
فَيَعُوْد الَيْهَا!
وَتَمُر الْسِّنِيْن عَلَى فُؤَادُهَاالصّغَيّر
وَتَبْكِي غِيَابِه مِن جَدِيْد

فَيَعُوْد وَيَحْمِل بَيْن يَدَيْه طِفْلَتَيْن
فَشَهَقْت وَبَكَت نَحِيْبا وَانِين حَتَّى
لَم تَعِي بِنَفْسِهَا ايْن هِي ؟!!

الّا عَلَى سَرِيْر ابْيَض وَبِجَانِبِهَا مُمَرِّضُه
ذَهَبَت لِتُخْبِر الْطَّبِيْب انَهَا عَادَت الَيْهَا الْحَيَاه

وَبَعْد ايَّام عَادَت الَى مُنَزِّلُهَا
وَكَانَت تَسْتَقْصِي اخْبَارِه
وَكَأَنَّهَا لَم تَأْبَه بِه فَتُمَنِّي بِنَفْسِهَا
لَرُبَّمَا اسْم احْدَى ابْنَتَيْه كَاأُسُمّي

وَخَاب ظَنَّهَا بِتِلْك ايْضا !

فَقَرَّرْت الْرَّحِيْل بِذَاتِهَا خَلَف الْمَجْهُوْل
وَخَلْف ارُوقِه الْظَّلام ان تَبْدَا حَيَاه بِائِسَه
خَلْفَهَا لَهَا حُطَام اسْوَد كَان يَلْحَق بِهَا ايْنَمَا ذَهَبَت

ظَنَّت انَّه الْفَجْر الْقَرِيْب
فَعَاشَت بِقُرْبِه اجَمَل الْايّام
لَعَل لِلْجُرْح ان يَلْتَئِم
وَتَشْفِى مِنْه وَلَكِن هَل لِلْظَّلام مِن نُوُر؟؟
وَهَل الْظَّلام الَا ظَلَام !!
وَلَو انْار لانَار قَلِيْلا وَيَرْجِع ظَلَام ...فِي ظَلَام

فَلَوْلا الْلَّه وَتِلْك الّام الْمِسْكِيْنَه
الَّتِي تُقْرَأ عَلَيْهَا الَاذْكَار صُبْحا وَعَشِيا
لاصْبَحت فَرِيْسَه بِيَد مَن لَايَرْحَم
كَرِهْت كُل الْاشْيَاء
فَمُعْظَم اوْقَاتِهَا
كَانَت بَيْن تِلْك الْشُرُفَه وَبَيْن سَرِيْرِهَا
وَكَانَت تَسْتَمِع لِتِلْك الَاغَانِي الْحَزِيْنَه
فَحَفِظْتُهَا عَن ظَهْر قَلْب

تَخَرَّجْت مِن الْجَامِعَه وَتَوَظَّفْت
وَكَانَت مُعَلِّمِه مَحْبُوْبِه مِن قِبَل الْجَمِيْع

تَقَدَّم لَهَا شَاب فَخَافَت الْام ان تُخْبِرُهَا بِأَمْر الْخَاطِب
وَلَكِنَّهَا قَرَّرَت ان تُمَهِّد لَهَا بِالْكَلَام
وَقَبْل ان تُكَمِّل فَهِمْت الْمَقْصُوْد
وَاتَى الْرَّفْض تِلْو الْرَّفْض
وَتُقَدِّم بِهَا الْعُمْر حَتَّى قَرُبْت لِلْيَأْس
وَهِي تَرْفُض ان تِرْتَبِط بِرَجُل فبِنَظَرَهَا
جَمِيْعُهُم لَايَسْتَحِقُّوْن
الُتِضْحَيْه وَلَا الْوَفَاء
تُوُفِّيَت وَالِدَتِهَا
فَلَم تَجِد مَن يُؤْنِسُهَا
لَا ابْن وَلِابْنت وَلازوج
اخْوْتِهَا لَايَكْتَرِثُون بِهَا فَكُل مُنْشَغِل بِعَائِلَتِه

بَقِيَت وَحِيْدَه خَلْف تِلْك الاسْوَار
وَامَام تِلْك الْشُرُفَه الَّتِي جَلَبْت عَلَيْهَا الْهَم وَالْاحْزَان

,,,,
حَقِيَقه تِلْك الْحِكَايَه اخَوَاتِي وَمَازَالَت تَتَكَرَّر
وَلَكِن لَو كَان الْعَكْس هَل سَيَظَل ذَالِك الْرَّجُل
بِلَا زَوْجَه او اوْلَاد ؟
وَهَل سَيَبْقَى الْحُب بَاقِيَا بِقَلْبِه
حَتَّى يَفْنَى الْجَسَد
لِمَاذَا ايَّتُهَا الْانْثَى تُضَحِّيْن بِاجْمَل اشْيَائُك لِلْسَّرَاب !!
وَلِمَاذَا تَلَهِثِين خَلْفِه وَهُو لَو الْتَفَت لَك لاذَاقِك الْعَذَاب
فَانّتِي تَعِيْشِيْن بِمُجْتَمَع شَرْقِي يَكْرَه ان يَرْتَبِط
الْرَّجُل بِأُنْثَى تُطَارِدَه !!!
وَتَتَفَنَّن بِمُلاحَقْتِه !!
وَمُجْتَمَع يَرْفُض ان تُصَارِحِي بِحُبِّك لَه
فَكُلا الْطَّرِيْقَيْن فِيْهِمَا الْمَهَانَه لَك
فَمَا اجْمَل ان تَتْرُك الْاشْيَاء لِمَن خَلَقَهَا
وَيَصْرِفُهَا كَيْف يَشَاء

حَبِيْبَاتِي
مَااجْمّل الْدُّرَّه الْمَكْنُونَه فِي قَاع الْبِحَار
مِن ارَادَهَا بَحْث عَنْهَا
فَلَم نَسْمَع بَدْرَه تُظْهِر بِنَفْسِهَا
عَلَى الْشَاطِي وتَخْتْبَى
وَتَقُوْل لِلْصَيَاد اصْطَادَنِي ان قُدِّرَت!
/