منتديات مضايف بلدة الغبره - الأسواق التجارية في مدينة البوكمال تحمل عبق الماضي وبهاء الحاضر

دير الزور- سانا

يغلب على مدينة البوكمال الواقعة شرق دير الزور الطابع التجاري

نتيجة موقعها المتميز المشرف على طريقي التجارة البري بين بغداد وحلب والنهري بين الجزيرة والشامية .

وبالرغم من مرور الزمن لا تزال تعد حاضرة أساسية ومركزاً إدارياً نشطاً بحركتها التجارية وأسواقها المتعددة التي تحمل عبق الماضي وبهاء الحاضر.

وقال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دير الزور هاشم ملا حميد يوجد في البوكمال أسواق متعددة

ويشكل سوق التجار المسقوف المقبي نواة لها وأسواق النوفوتيه و النجارين والصاغة وأخر للخردوات إلى جانب أسواق متخصصة أخرى.

وأضاف أن السوق المقبي القديم وسط البو كمال يبرز كأهم الأسواق التي نشأت مع تلمس الهوية التجارية الأولى للمدينة

وكان في بدايته يضم قرابة 30 محلاً تمتد بشكل متناظر وكان بناوءه في السابق من الطين وسعف النخيل

وهي المواد التي تلائم ارتفاع درجات الحرارة وظروف البيئة الصعبة في المنطقة وبمرور الزمن أخذ السوق بالامتداد والتطور بطول 300 متر

مسقوفة بالهياكل المعدنية القوية.

وأوضح عضو مجلس الإدارة أن أهم أجزاء السوق المقبي هو سوق البرغوث الذي ينفرد بطابعه الشعبي والفلكلوري

وبنائه الجميل الذي يعكس ملامح العمارة التقليدية الأصيلة في البوكمال ويتكون من جدران قوية وأقواس حجرية عالية مفتوحة

على الساحات والفناء الداخلي وبناه أحد المؤسسين الأوائل للمدينة وأحد وجهائها الحاج برغوث

بمهارة معمار يدعى موسى الحيجي من أبناء دير الزور وهو من أمهر البنائين في ذلك الوقت.

وأشار ملا حميد إلى ان السوق يبدأ فتح محلاته الساعة السابعة صباحاً بفترتين الأولى نهارية مخصصة لأبناء القرى وريف المنطقة

والثانية مسائية أقل ازدحاماً لسكان المدينة حيث تفيض جنبات السوق تحت المظلات الخشبية بالمتسوقين والبضائع التي تملأ الفسح والممرات

والتي تضم تشكيلة واسعة من معروضات تغلب عليها الأقمشة والملبوسات .
وأوضح طارق الأصيل وهو تاجر ألبسة أن التجارة في البوكمال هي السمة الأساسية لسكانها الأصليين

حتى هذا اليوم ويشمل النشاط التجاري تبادل وبيع مختلف المنتجات والسلع إضافة إلى تصريف منتوجات ريف المنطقة الزراعية والحيوانية المختلفة.

وبين الأصيل أن اختصاص التجارة في السوق المقبي كان مقتصراً على تجارة الأقمشة التي احتكرت مزاولتها لسنين طويلة عائلات محلية معروفة.

أما في هذه الأيام فقد تراجعت هذه التجارة أمام تجارة الألبسة الجاهزة حيث بدأت تجارة الملبوسات الجاهزة وإكسسواراتها تنتشر على حساب تجارة الأقمشة التي أخذت تنحسر تدريجياً .

بدوره بين سيمون إسحاق الذي يعمل صائغا أن السوق المقبي تتبع له عدة تفرعات منها سوق الصاغة حيث يوجد لهذه التجارة تقاليدها العريقة

وقد افتتح أول محل لتجارة الذهب فيه في خمسينيات القرن الماضي والآن يبلغ عدد محال الذهب في السوق نحو 35 محلا وكانت في بدايتها ت

عتمد على الصياغة اليدوية التي تتميز بتشابه المشغولات المستوحاة من بيئة المنطقة الفراتية وصلت الآن إلى تشكيلة واسعة من الذهب المشغول تلبي مختلف الأذواق.

يقول الباحث حميد رمضان إن البوكمال في موقعها الحالي تتبع إدارياً لمحافظة دير الزور وتبعد عنها حوالي 135 كم ويعود تأسيسها إلى عدة مراحل كان آخرها حين عمل قائم مقام منطقة

البوكمال عام 1870م على اختيار موقع مناسب للمدينة وكان أول اختيار له هو موقع الجامع الكبير الذي جعله مركز المدينة وجعل دار الحكومة قريبة منه وكذلك الأسواق التي شكلت نواة

للمدينة وصلة الوصل بين جهاتها ومجمعاً للحركة التجارية، ومع توسع المدينة لم يتم نقل مكان الأسواق وإنما امتدت في جميع الجهات وأصبح لها توسعات اختص كل منها بمجال تجارة معين

حتى أصبح اليوم السوق شاملاً لجميع أنواع البضائع والمنتجات بعد أن كان مقتصراً على تجارة الأقمشة ويعتمد سكان مدينة البوكمال والقرى المحيطة بها على تلك الأسواق في شراء

حاجياتهم المختلفة وعلى الرغم من وجود الباعة الجوالين أو الأسواق المتنقلة إلا أن مكانة السوق المقبي ما تزال أساسية من حيث تزويد الباعة بمختلف أنواع البضائع.