رمضان يأتي في العمر مره واحده تاليف الحسيني الطاهر

قبل يومين كنت بمفردي في المنزل وكنت منهمكا في بعض أعمالى رن جرس التليفون رفعت السماعة بدأت السلام عليكم
فرد على صوت هادئ رزين :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فكان السؤال المنطقي مين معايا
فأجاب من الهاتف رمضان
: رمضان من ؟
:أنا رمضان الشهر الكريم؟
بدا إلى انه اسم ثلاثي رمضان بن الشهر بن الكريم؟
فرددت عليه في الحقيقة إنني سمعت من قبل أسماء غريبة كثيرة ولكنى لم اسمع هذه الترتيبة العجيبة جدا من قبل .
فرد بصوت هادى بالطبع اعرف انك تتعجب من أسمي لأنك لم تعرفني مسبقاً
ولان الصوت هادئ ويبدو عليه الوقار استبعدت تماما فكرة المعاكسات.
رديت عليه بتعجب؟! مين حضرتك؟
فأجاب أنا رمضان السهر الكريم.
فأردت أن اكسر حده الجمود الذى في الحديث
هل أنت ذو صله برمضان اللي بنصومة وبيجى وراه العيد.
قل بالطبع أنا هو.
ضحكت وقلت انه ربما احد زملائي يداعبني أو ربما برنامج تليفزيوني أو إذاعي من برامج المقالب وما إلى ذلك فتعمدت أن أرد بنوع من الاحترام
أجبته تمام أنا عرفت حضرتك تفضل طلباتك؟
تعجب مني في عباراته قائلا ليس بعد انك لم تعرفني فقد بقي على ثلاثة أيام إن عشت بعدها سأزورك.
اعتبرتها نكته لأنه فعلا باقي على شهر رمضان الكريم ثلاثة أو أربعة أيام.
ولكنني بادرته ياسيدى أنا أعرفك جيدا بل وأحبك فأنا أناهز الأربعين عاما وفي كل عام تأتينا شهرا.
ضحك ضحكة طويلة وقال صدقني إنك لا تعرفني وأنا لم أزورك من قبل .
أجبته أوليس أنت رمضان الشهر اللي بنصومة ؟
رد مكملا على كلامي نعم رمضان والتراويح وإفطار المغرب و................
رديت وقلت اه أنت حيرتني –لو سألت طفل صغير في الشارع سيجيبك رمضان يأتي كل عام مرة.
رد علي السيد مخطىء أنت وقال أنا آت في العمر مرة واحدة.
لم اخذ الكلام محمل العبث واللهو . خصوصا أن شيئا ما شدني لحديث الرجل جعلني أحس له هيبة الناصح الوقور في قلبي.
قلت له ياسيدى سلمت لك جدلا انه أنت الشهر الكريم عاجلني بالرد بل بالفعل يقينا أنا هو.
فعدلت خطابي سلمت لك يقينا انك أنت شهر رمضان فكيف تفسر انك تأتي في العمر مرة واحده وانا أرصدك منذ أربعة وثلاثون عاما قدر ما تتحتمله ذاكرتي.
رد-
يا ولدي لو نزلت إلى الشارع وصحت في جمع من الناس وقلت يا أحمد ربما التفت إليك نصف عدد الناس فسترى من الملتفتين إليك الطويل والقصير والأبيض والأسود والسمين والرفيع وهكذا فهل فيهم من يتطابق مع الأخر واستطرد قائلا
أي بني في كل عام هناك شهر يسمى رمضان ولكن رمضان العام السابق ليس هو رمضان العام قبل الماضي وبالضرورة ليس هو أنا الذي سوف أزوركم بعد ثلاثة أيام.
أهون عليك الأمر أنت في كل يوم تتناول ثلاث وجبات فطور –وغداء وعشا- فهل هذا يعني أن غذاء يوم أمس هو غذاء اليوم هو نفسه من خمس سنوات أم هو تشابه للاسم فقط.
يبدو أن الاتصال انقطع لأمر ما ؟
نحيت التليفون جانبا واستطردت أزاول عملي مرة أخرى.
ولكن بعد فترة سمعت رنين التليفون مرة أخرى
-السلام عليكم -مين معايا؟
انه نفس الصوت وقال ضاحكا أنت من أجبت على نفسك انك تدعي انك تعرفني منذ 34 عام صدقني لو كان هذا مضبوطا لكنت عرفتني ولكنك لم تعرفني لأني زائر جديد من الممكن أن تكون سمعت أسمي أو تعرفت على مثيل أسمي أو مظهري لكنه أنا أنا سوف تتعرف على بعد ثلاثة أيام لو كان في عمرك بقية ولن تراني في دنياك بعدها أبدا.
واستكمل الشيخ الوقور حديثة وقال ملبسك مثلا تسمي هذا بنطال وهذا قميص وهذه جلابية فهل عندما تطلب من احد أبناءك أن يحضر لك الجلابية الزرقاء فهل هي نفسها الجلابية الزرقاء التي كانت معك منذ 15 عام يا عزيزي منذ 15 عام أصلا لم يكن أي من أبناءك قد زار الحياة بعد.
يا بنى لا أطيل عليك أنا رمضان ذلك الشهر الكريم الذي تسمع عنه سوف أزورك بعد ثلاثة أيام وسأبقى معك حتى فجر عيد الفطر لن تراني بعدها في دنياك أبدا .
ولكن عذرا ربما في مثل هذه الأيام من العام المقبل يطل عيك رمضان غيري...
لم يكمل الرجل كلامه انقطع الخط مرة أخرى حاولت هذه المرة أن أعاود الاتصال مرة أخرى به لم افلح.
انتظرت عله يعاود الاتصال ولما استيئست ذهبت إلى فراشي استلقيت عليه وبعد هنيهة وإذا بالتليفون يعاود رنينه بصوت عالي جدا هذه المرة فزعت من سريري ذهبت للمكتب أمسكت التليفون السلام عليكم ورحمة الله نعم تفضل يا سيد رمضان الشهر الكريم؟
ردت على صوت أنثى - الو أنت معايا. لقد كان صوت زوجتي نعم يا أم محمد تفضلي؟
أجابت إنني اعتذر أخذت الأولاد ونزلت إلى منزل أمي.لم أشأ أوقظك فلقد كنت نائما ويبدو عليك أثار التعب. بدأت استفيق بالفعل كنت نائما ذهبت اغسل وجهي وانأ في حالة من الذهول لما رأيت في منامي.

تحياااااااااااتي...............